الأحد، 15 أبريل 2012

الكفور: أجراس الكنائس بين ذراعيّ آذان المساجد

       جوهرة من جواهر الأرض بثت  شعاعها الذهبي  فنسجت منه صليب يعانق ايات القران...
هي الكفور..
كوكبة الجنوب ..و لؤلؤة جبل عامل..
بلدة  تتربع على  تلة متطاولة بين بحر من الاودية المحيطة بها.
هي عشق لأديان السماء ورمز للسجود لرب محمد وعيسى المسيح.
جمعت أحياؤها الإنجيل والقران في أقحوان الجنوب.

          تقع بلدة الكفور في قضاء النبطية في جنوب لبنان. تقبع ،كعرش عشتروت،  على تلة هادئة بعيدة عن الضوضاء.
ترتفع 500 متر عن سطح البحر. وتبعد 3 كلم عن مدينة النبطية و73 كلم عن العاصمة بيروت. وتبلغ مساحتها 25000 دونم.
وعلى قاصدها أن يعبر طريق وحيدة تخترق  وسط حي البياض في النبطية اليها مباشرة.
وقد اتصلت مؤخرا بضاحية تول( جنوبا)  التابعة لها إدارياً، وكذلك بضاحية كفرجوز (شمالا) بعد أن شقت طرقات حديثة إليها. والكفور هي جمع عربي للفظة " كفر" او "كفرا" ومعناها القرية.

        فيها اثار عديدة اهمها في محلة " الرويسة " وعلى مرتفع صغير بمساحة عشرة دونمات إلى الغرب  من البلدة يوجد منطقة أثرية هامة ، تعتبر حقاً محمية أثرية وجب الحفاظ عليها.


 إذ تمتاز بوجود العديد من النواويس الضخمة والقبور المحفورة في الصخر من مختلف الأحجام والأنواع بالإضافة إلى ثلاث مغاور مدفنية وسكنية، تعود إلى العهود الفينيقية والرومانية. والعديد من الآبار ومعاصر العنب والأجران والنقوش على الصخر.

تشرف هذه التلة على مختلف المناطق من حولها وقد عثر فيها عل فخاريات من مختلف الأنواع وعلى أدوات وأسلحة حجرية قديمة العهد تعود إلى العصر الحجري وإن دلت هذه الآثار على شيء فإنها تدل على قدم منطقة الكفور.
ومن  اخر آثارها  كنيسة وجدت في " تلة يانوح " إلى الشمال الشرقي منها ( بين بلدتي الكفور وحبوش ) حيث عثر على أرضية هذه الكنيسة التي هي عبارة عن لوحة من الفسيفساء تمثل حيواناً مفترساً يصطاد غزالاً وبالقرب منها أحد الطيور.

هذا وقد بدأت المدرسة في بلدة الكفور في كنيسة البلد خلال فترة الأربعينيات في غرف مستأجرة وكان أهالي الطلاب يدفعون البدل المادي على يد كل من يوسف بشارة ، يوسف الحجار والخوري بولس عنبد.

افتتحت المدرسة الرسمية في العام 1952 م في غرفة واحدة مستأجرة على يد المعلم المنفرد ميلاد الخوري فاضل ثم انتقلت في العام 1956م إلى " الأنطش.



في الكفور الصليب يعانق القبة.
عند أعتابها, يستوقفك المشهد المهيب, لطالما سعى اليه السيد المغيب, ولكم رأيناه خطيبا في كنيسة, واماما في مسجد. مشهد تشاركها اياه عددا من القرى المثيلة, فيه يختزل التاريخ أيامه, ليصوغها بصور نادرة, يحق أن تسمى الهية.
كنيسة تتحدث عن زمن السيد المسيح (ع), والى جانبها مسجد يغزل من آيات القرآن نشيدا للوحدة, أعلاهما في بحر السماء, حكاية عشق بدأت منذ سنين, ولمّا تنتهي, هي حكاية لقمر يعانق الصليب على وقع ترانيم الاجراس.

 أبناؤها, وحي من الماضي, يحدث عن حاضر خالد, شيعة وسنة, موارنة وأرثوذكس, طيف من الأديان اجتمعت في رقعة صغيرة, لتكون عبرة في وطن كثرت فيه العبر, هم من كل الطوائف اجتمعوا, ليتشاركوا الألم والمعاناة, والعطاء والشهادة, لم يكونوا طائفيين خلال المحن, بل كانوا بحق, لبنانيين ينشدون الحرية, بدماء موحدة.
    وستبقى الكفور.. بلدة جنوبية تمتاز بالوحدة .. ورمزاً للتعايش بين المسلمين والمسيحين الذي شهدت عليه عصور خلت والذي ستثبته أيام المستقبل.
 

هناك تعليقان (2):